الإنسان ذلك المخلوق العجيب ركب الله فيه حب البقاء والمحافظة على نفسه ، ولقد كان الإنسان الأول ضخماً قوياً لكنه لم يسلم من الأعداء ، فكيف قاوم ذلك ؟!
إن كل حضارة تنمو وتزدهر ثم تخبو وتضمحل ويقاس مستوى الإنسان الحضاري بمدى سيطرته على البيئة التي يعيش فيها وتذليل صعوبتها واستغلالها السليم الذي يعود عليه بأكبر فائدة ، وفي نفس الوقت لا يستنزف ثروات البيئة أو يضر بها ، ولقد كانت أول ثورة في حياة البشرية هي محاولات صنع آلة يستخدمها في صيد الحيوان والقتال ولا يعرف بالضبط بداية هذا الاختراع أو العصر .
والذي سمي العصر الحجري القديم ، ويقدر العلماء بأنه قد امتد أربعة أخماس تاريخ البشرية لكن هناك أشخاص تحرم عليهم مبادئهم استخدم الأسلحة ، فماذا يستخدمون ؟! دلهم الله بعقولهم التي تأملوا بها فاكتشفوا أساليب للدفاع عن النفس مبتعدين عن العنف ، إلا للدفاع عن أنفسهم أمام قطاع الطريق ، وهؤلاء المكتشفون الأوائل هم البوذيون ـ الذي قد يعترض البعض عن تعلم رياضة أصلها البوذيون الذين يعبدون غير الله ، نقول إننا نأخذ المفيد الذي لا يخالف ديننا ، ونترك ما فيه مساس بعقيدتنا التي تحرص حكومتنا وفقها الله على حمايتها في جميع الجوانب ـ الذين جعلوا هذه الأساليب سراً مقدساً لا يُكشف عنه إلا لأتباعهم ، وكان من أبرز تلاميذ بوذا فيما بعد ( يودي دا روما ) الذي نقل أسرارها إلى الصين وإنشاء معبد ( شارلين زو ) وأصبح معبداً ومكان تعليم لحركات الدفاع عن النفس ، ثم زادت شهرة المعبد عندما انضمت إليه الأسرة الحاكمة في الصين التي فقدت العرش فاتخذه مكاناً للتدريب .
ثم بعد شهرة الصين الواسعة في الدفاع عن النفس ، انتقل جزء من أسرار هذه الحركات يقدر بـ 3 حركات على يد ( أكيا ما أوشيتو ) إلى اليابان وفتح لنفسه مدرسة يعلم فيها تلاميذه الذين افتتحوا بدورهم مدارس لهم بعد أن أضافوا من عندهم حركات جديدة بلغت 103 حركة تقريباً .
ولا يفوتني أن أذكر أن كثيراً من المصادر ذكرت أن الفراعنة عرفت بعض الأساليب القتالية الموجودة في الجودو فعبر تلك الكتابات الهيروغليفية التي وجدت في الأهرامات المصرية منذ 4000 ق . م كانوا يستخدمون أساليب قتالية تشبه الملاكمة ، وتمثل ر سوم أخرى فنون المصارعة والدفاع عن النفس بالأيدي في آثار بني الحسن ،